يوميات صعلوك طنجاوي طنجة ...شيطان-أشرنان عبد العالي (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

يوميات صعلوك طنجاوي
طنجة ...شيطان

  أشرنان عبد العالي    

هذه هي طنجة ...مدينة مترامية الأطراف ...كل شيء فيها يتحرك  ...طنجة في سنة ألفين وتسعة ليست هي طنجة أيام الراحل الحسن الثاني ...أضحت  في التصنيف الحكومي المدينة الصناعية الثانية بعد الدار البيضاء ...لكن طنجة التي آرتبطت بالأسطورة وبالطين جا...كناية على عهد غابر آبتلعتها غابات الإسمنت المسلح وعقارات الضحى الضخمة ومشاهد الرقي المزيف ...آختفت أحياء وعمّرت بأجناس ينتمون إلى ثقافة الديسكو...والهيب هوب ...والميني بوط ...وكازينوا الملاباطا...

طنجة ليلها أخاد وأسطوري  يغري الكثيرين بالنوم في أحضانه ،إنه شيطان بل مارد متوحش وماجن متحرر إلى حد الفسوق ...يكشف لك عن مفاتنه بلباس راقص ...هناك في زنقة الشياطين كل شيء مباح ...هي مغارة مظلمة  في شارع موحش يطل على عالم أخر ...عالم من العاهرة الأتية من المغرب المتخلف العميق ...وصفها كتّاب وشبهها أخرون بمدينة نيويورك في ذات ليل صاخب .

على الشارع الرئيسي قرب المقاهي الراقية (مقهى المترو بول...مقهى السينطرال)ومطاعم البيتزا والشورما الشهية ...تنتصب الأجساد الأنثوية واقفة  حتى يخيل للرائي أنه طابور متحرك ...تستعرض فيه النسوة ما جدّ من لباس عاري وسراويل الجنيز اللاصقة وخلفهن رجال جلوس يرتشفون قهوة المساء ويتطلعون إليهن... بنظرات كاشفة عارية ويغمزنهن بحركات وإيماءات يحسبها الناظرون للأول وهلة فلكلورا شعبيا .

نهار طنجة خداع بمظهره ... بريئ كالطفل يتوشح بياضا لكنه يكشف عن شيء أخر ...عن تجاعيد المدينة البالية وأحزمة بؤسها الكبير ... الفاحص بعينيه يدرك بفطرته أن سحر طنجة كاذب وغشاش ... في راس ماروك أكواخ تتجاور جانبا بجانب إلى ثكنة " المخازنية " وثكنة الدرك الملكي صحيح أنهما لا يلتقيان ...ربما لأن الأولى تجسيد للشعب البئيس والثانية تجسيد للبندقية والقمع... لكنهما أبدا لا يلتقيان...

طنجة أيضا ضاقت بساكنيها الذي تجاوز المليونان ...وأفرزت بشرا من طينة خاصة لا تمت للبشرية ولا للأصالة ولا لمغربيتها بشيء ... هي مستعدة لبيع أي شيء في سبيل حفنة من النقود الزاهية الألوان ... قد تبيع جسدها لحما لخليجي فحل بل قد تصل بها جرأتها إلى السماح بآفتضاض عذريتها بالأصبع مادام الأمر ختامته يساوي مالا...

قرب فنذق المنزه الذي هو حقيقة منزه لكل عين زائغة ...يصطف الشحاذون درك المجتمع الأسفل يبتاعون أكياسا (كلينكس)يستغفلون بها أعين رجال الشرطة ... يطلبن ويستعطفن قلوبا ميتة وبعيون بدت لي دمعى ... رجالا ونساءا بعيون خضراء وزرقاء عساهن يشفقن ويرمين لهن بنقوذ ما وراء البحر ... ليلتقطنها بفرح وسعادة وقبل ان يتم إجبارهن على آقتسامها مع حكام من نوع خاص...

طنجة متناقضة إلى حد الجنون....



  طنجة : مدينة توجد شمال المغرب تطل على البحرين المتوسط والأطلسي
مقهى المتربول ... كازينو ملاباطا...فتذق المنزه...أمكنة راقية في طنجة .

achernan1@googlemail
  أشرنان عبد العالي (المغرب) (2009-07-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

يوميات صعلوك طنجاوي
طنجة ...شيطان-أشرنان عبد العالي (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia